محلي

كانت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم قبيل فرض العقوبات وتقليص المساعدات والغارات الجوية

تود برينس - ترجمة اليمن اليوم:

|
قبل 2 ساعة و 18 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مثلت اليمن، على مدار العقد الماضي، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات. أما الآن فتشتد الأزمة نتيجة لتقليص التمويل، والغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، والعقوبات الجديدة، وفقاً لمنظمات المعونة والخبراء.

أعادت الولايات المتحدة في شهر يناير الماضي تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على أكثر مناطق الكثافة السكانية في اليمن، كمنظمة إرهابية أجنبية.

وبعد مرور شهرين، أوقفت جميع المساعدات الإنسانية الأمريكية التي تقدمها إلى البلاد. وفي نفس الوقت، شنت القوات الأمريكية والإسرائيلية غارات على الموانئ والمطارات في محاولة منهما لتعطيل سلسلة إمدادات الحوثيين بعد إطلاق الجماعة طائرات مسيرة وصواريخ على أهداف أمريكية وإسرائيلية.

وقال برند كاوسلر، أستاذ في جامعة جيمس ماديسون وخبير في الشأن اليمني: "من شبه المستحيل أن تقدم أي منظمة إنسانية الغذاء والمساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لأن البنوك لا تريد أن تتعرض لمشاكل مع الحكومة الأمريكية بسبب انتهاكات العقوبات."

وأضاف بالقول: "إن قطع المساعدات وتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، قد حكم على جميع اليمنيين بكارثة مطلقة."

قبيل انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين في بروكسل هذا الأسبوع، حثت أكثر من 110 منظمات إغاثية القادة في العالم على زيادة الدعم لليمن، محذرة من أن عام 2025 قد يكون أسوأ عام منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014.

وكانت خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة باليمن لعام 2025 التابعة للأمم المتحدة، البالغ كلفتها 2.48 مليار دولار، قد جرى تمويلها بأقل من 10 في المئة قبيل اجتماع 22 مايو.

وقد تعهد الاتحاد الأوروبي بـتقديم 80 مليون يورو (91 مليون دولار) في الاجتماع، غير أن هذا لم يزد نسبة تمويل الخطة عن 15 في المئة، خاصة وأنه لم يتبق سوى سبعة أشهر من العام 2025.

شعب منهار
انزلقت اليمن، وهي أفقر دولة في الشرق الأوسط، إلى حرب أهلية في عام 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة، صنعاء، وطردوا الحكومة (...) المعترف بها دوليًا.

تسيطر الجماعة الحوثية الآن على جزء كبير من الشمال الغربي، بما في ذلك موانئ البحر الأحمر مثل الحديدة التي تعد شريان الحياة للغذاء والوقود.

لقد دمرت سنوات من القتال الاقتصاد، ودفعت ملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة، وخلفت أكثر من نصف عدد الوفايات الناجمة عن النزاع- والبالغ عددها 377,000 حالة وفاة، في السنوات السبع الأولى من الحرب- ذات ارتباط بالجوع أو نقص الرعاية الطبية، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة يعانون من نقص النمو بسبب سوء التغذية.

ووصف كاوسلر التأثير طويل الأمد على الأطفال بأنه "استثنائي"، محذرًا من أن العديد منهم قد لا يتعافون تمامًا إلى الأبد.

حتى وقت قريب، كانت الولايات المتحدة تعتبر أكبر مانح لليمن، حيث قدمت نحو 5.9 مليار دولار على شكل مساعدات على مدى العقد الماضي، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما قدمه الاتحاد الأوروبي. غير أن هذا الدعم قد توقف الآن.

وبعيد وقت قصير من توليه المنصب، تحرك الرئيس دونالد ترامب لتفكيك وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، وأعاد توجيه المساعدات الإنسانية والتطويرية الخارجية لتتوافق مع أهداف سياسته.

وبالرغم من أن معظم البرامج الإنسانية أعيدت لاحقًا، إلا أن اليمن وأفغانستان التي تسيطر عليها طالبان استُبعدتا من الإعادة.

روسيا والحوثيون في اليمن متحدون في عدائهم للغرب

وفي سياق قطع المساعدات عن اليمن، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن مخاوفهم من أن المساعدات يجري حرفها من قِبل الحوثيين، الذين يتحكمون في وصول المساعدات إلى داخل الأراضي التي يسيطرون عليها.

واعترف كاوسلر بالمخاطر، لكنه قال إن قطع المساعدات سيؤدي إلى نتائج عكسية، مضيفاً أن ذلك سيزيد من عدم استقرار بلد واقع في منطقة غير مستقرة أصلا، في حين يتيح ذلك أيضا المجال للصين لتعزيز تأثيرها الناعم.

المساعدات المحظورة والقصف

أجبرت العقوبات الأمريكية الجديدة عدة منظمات إغاثية على تعليق عملياتها في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقاً لما ذكرته منظمة العفو الدولية.

وذكرت مؤسسة الإغاثة الإسلامية، وهي منظمة خيرية مقرها المملكة المتحدة، أن العقوبات عطلت الوصول البنكي وتحويل الأموال، ودعت إلى استثناءات للسماح للمساعدات المنقذة للحياة بالمرور.

وفي الوقت نفسه، استهدفت الغارات الأمريكية والإسرائيلية البنية التحتية التي يسيطر عليها الحوثيون، رداً على الهجمات على الشحن في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ دورية على إسرائيل. وكان ميناء الحديدة ومطار صنعاء من بين المواقع المستهدفة.

وحذرت منظمة الإغاثة الإسلامية، في بيان صدر عنها في 20 مايو الماضي، من أن استهداف البنية التحتية الحيوية "لا يؤدي فحسب إلى تعميق المعاناة الاقتصادية والنفسية، بل يعيق أيضًا قدرة عمال الإغاثة الإنسانية على الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا."

لقد قام الحوثيون أيضًا بتقويض توصيل المساعدات.

وفي شهر يونيو 2024، اعتقلوا 13 موظفًا من الأمم المتحدة وعددًا من عمال الإغاثة الآخرين خلال عمليات مداهمة منسقة.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الحوثيين قاموا منذ عام 2014 باحتجاز وتعذيب مئات المدنيين بشكل تعسفي، بمن فيهم عمال الإغاثة الإنسانية، حيث لم يُرَ العديد منهم مرة أخرى مذ احتجازهم.

لقد كان لذلك تأثير مخيف على المنظمات الإنسانية التي تعمل أو تسعى للعمل في اليمن.

"الحرب المنسية"
وكما قال كاوسلر ففي حين تستمر حالة الطوارئ الإنسانية في اليمن لعقدها الثاني، لا يزال الاهتمام الدولي مفقودًا. مضيفا بالقول: "لطالما كانت حرب اليمن الحرب المنسية. وأردف قائلا: "لقد اختفت من وعينا الجماعي". "ليس هنالك من بطل لليمنيين. "

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية