استمرارا لمعركة النهب الممنهج التي تخوضها منذ انقلابها الأسود تواصل الميليشيا الحوثية مصادرة الممتلكات العامة وتجييرها لمصالح خاصة، مستغلة نفوذها وسطوتها على مؤسسات الدولة وغياب الرقابة على المال العام في المناطق الخاضعة لسطوتها. لعل آخرها ما كشفت عنه مصادر طبية عن قيام منتحل صفة وزير الصحة في حكومة صنعاء غير المعترف بها بنهب معدات الوزارة، ومصادرة الأجهزة الطبية المحدودة من المستشفيات الحكومية ونقلها الى مستشفى خاص يملكه هو وأقاربه.
واتهمت مصادر طبية في مستشفى 48 المدعو طه المتوكل بمصادرة أجهزة ومعدات طبية حديثة مملوكة للمستشفى ونقلها إلى مستشفى اليمن السعيد الخاص؛ مقابل حصول المتوكل على نسبة30 % من المستشفى. مضيفة انه تم نقل هذه الأجهزة بشكل سري وغير قانوني رغم محدودية امكانيات مستشفى48 الذي يعاني من نقص حاد في الإمكانيات والموارد الطبية منذ الانقلاب المدمر.
ولفتت المصادر إلى أن مستشفى اليمن السعيد يملكه القيادي الحوثي خالد معصار- منتحل صفة أمين المجلس الطبي الأعلى ورئيس ما يسمى جامعة 21 سبتمبر؛ وتربطه علاقة مصاهرة بطه المتوكل الذي تتحدث المصادر عن شراكته في هذا المستشفى وسبق ان دعمه بالمعدات الطبية التي تقدمها المنظمات المانحة للشعب اليمني.
نهب المتوكل جاء استباقاً لإقالته من منصبه عقب أيام من إقالة حكومة الميليشيا غير المعترف بها؛ بالتزامن مع إعلان زعيمها عن مزعوم التغيير الجذري والمتوقع فيه إزاحة المتوكل من وزارة الصحة بعد شبهات فساد عديدة تحوم حوله.
مستشفى48 يعد أحد أبرز المستشفيات الحكومية الحديثة وتم انشاؤه في عهد الزعيم الصالح في مدينة48 الطبية التابعة لشعبة التأمين الطبي بالحرس الجمهوري بدعم من الصين الصديقة، وكان يمتلك أحدث المعدات والأجهزة الطبية ويقدم خدمات إنسانية راقية بما فيها استقبال حوادث الطرق المرورية، واجراء العديد من العمليات الجراحية وإقامة مخيمات طبية مجانية، وتخفيف العبء على المستشفيات العامة، غير انه منذ دخول الميليشيا صنعاء بقوة السلاح تعرض للنهب والمضايقات، وتوقف عن العمل أكثر من مرة بسبب الحرب والحصار وشحة الامكانيات.