اعتقلت ميليشيا الحوثي شاعرها محمد الجرموزي- في حملة عسكرية نفذت حصارا مطبقا على منزله وطوقته بعشرات المدجحين بالأسلاحة والعناصر النسائية وطالبته بتسليم نفسه، وهو ما اكده الجرموزي في صفحته بالفيسبوك.
وقال الجرموزي ان قوة من الميليشيا وعلى متنها عشرات الملثمين والزينيبات اقتحموا منزله في صنعاء قبل أن يعلن عن اختطافه، رغم أنه حصل على أوامر بكفّ الخطاب عنه من منتحل صفة وزير الداخلية، مضيفا أن الاقتحامات وانتهاك حرمات البيوت هي التغيير الجذري الذي قصده الحوثي في خطابه الأخير بمناسبة المولد النبوي.
ويعد هذا الاعتقال هو الثاني للجرموزي بعد شنه انتقادات لاذعة لجماعته في سياق الصراعات الداخلية التي تصاعدت بين أجنحة الميليشيا على النفوذ والأموال خصوصا بين ما يسمى هواشم صعدة وهواشم صنعاء.
وكان ناشطون على منصات التواصل تداولوا مقطع فيديو قالوا إنه السبب الأول لاعتقال الجرموزي، ويظهر فيه متحدثا عن فساد جماعته، مقارنا بين وضعها قبل الانقلاب وبعده. ومذكرا الميليشيا بمظلوميتها المزعومة عندما كانت تنتقد أي فساد أو أي ظلم تدعيه ، وكيف فعلوا بالجرعة التي اتخذوها وسيلة لدخول صنعاء بقوة السلاح واستعطاف الشعب الذي بات يعاني الأمرين بتسلطها.
مصادر مقربة من الجرمزي أكدت ان الميليشيا الحوثية حذرته في وقت سابق بعد كشفه فساد القضاء الحوثي، ما دفع قيادات حوثية لاستصدار امر قضائي بالقبض القهري عليه بتهمة نشر فيديوهات على الإنترنت تقلق الأمن العام، بعد سنوات من دعمها له جزاءً لقصائده التي يتطاول فيها على الصحابة وخصوصا الخليفتين أبا بكر وعمر.
وعلقت مصادر قبلية على اعتقاله بأنه استهداف عنصري ممنهج لا يطال اليمنيين فقط بل كل من لا ينتمي إلى هواشم صعدة.
وقالت المصادر أن قبيلة خولان تلقفت رسالة الجرموزي باستغراب، كونه أفنى عمره مادحا ومتزلفاً للميليشيا وزعيمها القابع في الكهف، مضيفة إن اعتقاله رسالة واضحة لليمنيين بأن هذه المليشيا لا عهد لها ولا ذمة ولا يمكن التعايش معها، داعية القبائل للوقوف ضد هذه الجماعة الباغية والدفاع عن النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وعدم السماح لها بإعادة البلاد إلى طغيان الكهنوت الإمامي الذي كان يعامل القبائل على أنهم عبيد وخدم للسلالة لا أكثر.