محلي

21 سبتمبر.. احتفاء بنكبة مدمرة جلبت الخرائب.. ومولد فكرة عصبوية اشعلت حرائق البلد

اليمن اليوم - خاص:

|
07:00 2023/09/21
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تحتفي ميليشيا الحوثي  بنكبة 21 سبتمبر، ذكرى اقتحامها العاصمة صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة عام 2014 بقوة السلاح، فيما اليمنيون والعالم كله غير مستوعب لهذا الاصرار المتخلف على الاحتفاء بمولد فكرة عصبوية طائفية اشعلت الحرائق؛ ونكبةِ بلدٍ لم تجلب له سوى الخرائب والضياع!.

هكذا بدا المشهد؛ نهارَ الحادي والعشرين من سبتمبر؛ في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق الإرهاب الحوثي.. احتفاءٌ  بلعنة مدمرة، وكارثة لم يشهد اليمن مثيلا لها على مر العصور!.

ففي بلدٍ يتشح بالسواد ودوامة الدم والدموع يبتهج الحوثيون وحدهم، ويقفون على النقيض من أحزان اليمنيين في ذكرى نكبة لم تُبق ولم تذر.. هنا فقط تتكشف للناظر مشاعر طافحة بالفرح؛ ومشهد حشود مصطنعة تساق كالقطيع، واحتفالات متوالية؛ وزحمة مناسبات وفعاليات لاتتوقف.. كرنفال ثورجي هنا، ومهرجان مولد نبوي هناك، وتلطيخة خضراء على مد البصر؛ وزينة باذخة في كل مناطق السطوة الحوثية، وأهازيج متعالية، ومليارات منهوبة تنفق عليها بلا حساب؛ من أرزاق اليمنيين ولقمة عيشهم وعرق جبينهم وموارد دولتهم.. وعلى المنابر ثمة خطابات عنترية لمنتصر زائف يزهو بأعراس الدم وسنوات المآتم، ودون اكتراث يحتفل بمولد فكرة عصبوية طائفية اشعلت الحرائق؛ ونكبةِ بلدٍ لم تجلب له سوى الخرائب والضياع!.

مشهد ذكّر اليمنيين بمصاص دماء ووحش دراكولي يتربع على تلةٍ خربة؛ فوق كومةِ من الجثث وبحيرةٍ من الدماء؛ ليتراقص على بقايا وطن مدمر؛ وأشلاء شعب نزف بلا حدود، ويتضور جوعا ووجعاً، لالشيء إلا لإشباع غرورٍ متضخم وقاتلٍ لا يشبع، يزايد بكل الشعارات الزائفة وينثر الوعود الخادعة، مزهواً بقطيع مخدوع يفترش الساحات ويزعق بالصرخات ليمنحه القوة والبقاء؛ على حساب وطن يضيع ومستقبل يتفلت من الجميع.. فيما عامة الناس بين فقر وضنك؛ وبطالة متضخمة وانعدام لقمة عيش، والبلد على شفا جُرُفٍ هار، بين انقسام مجتمعي مروع؛ وجغرافيا مفتتة، ودولة مهترئة وانهيار اقتصاد وعملة في الحضيض، وصراع لم يتوقف نزيفه، فضلا عن عاصمة مكبلة ومحافظات مختطفة حوّلها الحوثيون الى مقابر لضحاياهم وسجن كبير، مابين معتقلات قمعية لتكميم الافواه، وبلطجة معربدة في الشوارع لإخراس الالسن الحرة، وفكر متسلط يغسل الأدمغة ويفرض ما يريد فقط، ليستأثر بولاية مزعومة لا تصلح إلا لسلالته، وثروة لا يستحقها غيرهم!.

هكذا وصف المواطنون احتفاء الميليشيا الحوثية بصفحة سوداء وذكرى كالحة كضمائرهم لا يرون فيها سوى انفسهم، ولا يأبهون معها بشيء، سوى استعادة مسيدة سلالية وأحلام تسلطية شبعت موتا، ولو على بقايا وطن وبقية شعب، بلسان من يقول: يموت من يموت، ويجوع من يجوع، ويعرى من يعرى، ليتجسد هنا وجع يمني غائر لا شبيه له، ومستقبل مظلم لا يبشر بخير.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية