تسببت الممارسات الحوثية المتوحشة في نفور الناس من المولد النبوي بعد ان حوثنته الميليشيا كلياً.. وحولته من مناسبة فرائحية إلى موردٍ للكسب المادي، وموسم لسلخ جلود التجار والباعة، في ظل ظروف معيشية قاسية، وبات قدوم المولد في مناطق السطوة الحوثية يذكر المواطنين بموعدهم مع المعاناة وبدء موسم المضايقات.
وتصر العصابة الحوثية على المتاجرة بالرسول محمد عليه أفضل الصلوات، حين تعتقد ان الاحتفاء الباذخ بمولده الشريف يعبر عن الولاء له والاقتداء بهديه والرد على حملات الاساءة له. فيما يرى اليمنيون ان احداً لم يسئ لرسول الله كما يسيئ إليه هؤلاء الذين يدّعون محبته والانتساب زوراً إليه.
يؤكد مراقبون ان ممارسات الميليشيا الحوثية وحدها نفرت اليمنيين من المناسبات الدينية وافقدتها اهميتها في النفوس، بسبب اظهارهم لمعاملة متغطرسة وسلطة نهبوية وثقافة إكراهية تتناقض مع خُلق النبي العظيم ورسالة الإسلام السمحاء، وتُظهرهم مجرد ادعياء؛ يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
يُحسب للحوثيين انهم جعلوا المولد النبوي مرتبطاً بصورة ذهنية سيئة في مناطق سطوتهم، فقد حولوه من مناسبة فرائحية إلى موعد للمعاناة عند أغلب اليمنيين، وأصبح قدومه يذكرهم بموعدهم مع الجبايات والابتزاز، وبدء غلاء الأسعار وأزمة المشتقات وانتعاش السوق السوداء، وبدء موسم المضايقات والعنجهية واستعراض العضلات والخطابات العنترية، وزحمة الشوارع واغلاقها بحجة التجهيز للاحتفال.
ومن صور العنجهيات ان الزمت الميليشيا جميع المؤسسات الرسمية بإنارة مبانيها بالأضواء الخضراء، واستخدمت أموال تلك المؤسسات للاحتفال وشراء أقمشة خضراء وزينات باذخة ولوحات ضخمة بملايين الريالات، في الوقت الذي تمنع هذه المؤسسات من صرف مرتبات موظفيها المحرومين أو أبسط استحقاقاتهم.
وشنت حملة إرهابية واسعة ونزولاً مكثفاً إلى الشوارع لإرغام المحال التجارية على رفع اعلام الميليشيا وتزيين محلاتهم بالطلاء الأخضر، وفرضت الإتاوات على المحال والمؤسسات والباعة وهددت من يتخلف بالسجن والغرامات.
المولد النبوي الشريف بات قدومه في مناطق سطوة الميليشيا الحوثية اعلانا ببدء موسم تشويه المدن وتلطيخ معالمها وجدران مساجدها والمباني السكنية والمدارس باللعنات الحوثية وشعاراتها الزائفة وصور قتلاها.. لتتحوّل مناظر المدن إلى مشاهد بدائية غريبة، مصبوغة باللون الأخضر نهارًا ومضاءة بنفس اللون ليلاً، مستخدمة لونا وحيدا هو الأخضر الاكثر قتامة، دون ألوان جمالية تبعث البهجة، مايجعل الأضواء معتمة والأجواء كئيبة موحشة تعبر عن نفسية الحوثية المتخلفة ومكنونها الظلامي الأسود.