كل يوم تموت الأحلام والآمال في توفر أدنى مستوى للمعيشة، بالعاصمة المختطفة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسلطة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
الشاب أحمد حمود الحسيني، أقدم قبل مدة ليست بالبعيدة على شنق نفسه لإنهاء معاناته التي تأزمت بعد قرار مليشيات الحوثي فصل شقيقه محمد الحسيني العامل بالأجر اليومي من المؤسسة العامة للكهرباء بمحافظة عمران.
محمد يعول أسرة تتكون من احد عشرة فرد، وبسبب انعدام الرواتب فان الحافز الذي كان يتحصل عليه من عمله، قد انقطع ايضا، لتُرمى الأسرة في غياهب من الوجع والحسرة.
تفاقم وضع الأسرة، وذات ليلة سأل أحمد والدته عن ماهية العشاء، فأخبرته بأنه كالمعتاد لا يوجد سوى الخبز والماء، لتصحى الأسرة في صباح اليوم التالي وقد شنق نفسه.
كان أحمد يحصل على دفاتر لدراسته من ما يجنيه شقيقه محمد الذي يعمل في كهرباء عمران، غير أن قرار فصله من قبل المليشيات أرق وضع شقيقه الأصغر الذي قرر الانتحار في ريعان شبابه، تاركا لعناته تلاحق الحوثيين إلى الأبد.
محمد الحسيني لم تقم الميليشيا بفصله لوحده من العمل، بل فصلت إلى جانبه واحد وعشرين عاملا من المتحصلين والفنيين في كهرباء عمران، دون وجه حق، بدون سبب يذكر سوى أنهم طالبوا ادارة المؤسسة بصرف مستحقاتهم المتأخرة والمتراكمة طيلة أشهر، لم ينقطعوا خلالها عن اداء مهامهم.
المشمولون بقرار الفصل ذهبوا إلى صنعاء وتحديدا الإدارة العامة للمؤسسة والتي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية، ليتفاجئوا بقرار نهائي يقضي فصلهم تماما وعدم التعامل مع العاملين بالأجر اليومي.
الكارثة الأكبر هي قرار مدير المؤسسة العامة المعين من الحوثيين هاشم الشامي والذي يعد احد هوامير فسادهم، قام بتعيين مدراء لفروع الشركة في محافظة عمران لم يكونوا موظفين يوما في الكهرباء، وأيّد قرار فصل العاملين بالأجر اليومي الذين مثلوا العمود الفقري لفرع المحافظة في ظل الحرب .
ضاق حال موظفي الدولة جميعهم من انعدام الرواتب، واستيلاء المليشيات على موارد الدولة وحصرها لها ولأتباعها فقط، وما جعل الوضع يزداد سوءا هو اقدام قياداتها على قرارات فصل مزاجية للموظفين الذين ظلوا يخدمون مؤسسات الدولة طيلة سنين وحتى من قبل قدوم سلطة الكهنوت وفرضها الحكم بقوة السلاح.