محلي

غرور وتشدد جماعة الحوثي…كفرصة سانحة للتخلص منها

اليمن اليوم - خاص:

|
11:37 2023/07/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كلما ارتفع منسوب الثقة لدى الجماعات الدينية وزاد توهمها خصوصاً بالقوة والمكانة في مجتمعٍ ما، زادت من سطوتها التي تعتقد أنها أساس ذلك الوصول، ورفعت مستوى تشددها وأنانيتها وفرض أفكارها حتى ما كان غير مقبول منها، ظناً منها أنها وصلت حداً من القوة والتغلغل، لم يعد معه بالإمكان إزاحتها منه، أوسلبه منها..!!

والغريب جداً أن هذه الجماعات على مر الزمن، لا تعتبر ولا تتعظ مما سبق من حالات سياسية واجتماعية سابقة، سواء أكان ذلك في البلد ذاته الذي يحتضنها، أو في بلدان أخرى غُلبت وقُهرت بوجود هذه الجماعات، التي اتضح وتأكد من تجارب كثيرة في أنحاء العالم الإسلامي وخارجه، أنها مجرد جماعات طامعة في التسلط والاستحواذ على المال وقهر البشر واستعبادهم..!!

ولا أدري كيف تسيطر النشوة على هذه الجماعات فتنسيها ماهيتها، فيغيب عنها تماماً مقياس القبول بها في كل مجتمع (تفرض نفسها فرضاً في العادة) عليه..!! إلا أن التفسير الأكثر تقبلاً لمثل هذه التصرفات هو أن هذه الجماعات في غالب الأحوال، تدرك جيداً ما تفعله، وتفعله بقناعة أكيدة بأن حاكميتها طارئة وسلطتها مؤقتة، وأن عليها أن تستغل ذلك الحال وتستفيد منه، قبل أن تعود لوضعها الطبيعي وتصبح في الهامش المنبوذ..!!

هذا الواقع ينطبق اليوم على جماعة أو بالأصح عصابة الحوثيين، التي سمحت لها الظروف الداخلية والخارجية المدبر منها والتلقائي، بأن تحدث انقلابا مسلحاً وتنقض على السلطة والمال وتعزز من قوتها بما وصلت إليه أياديها المدنسة بسفك الدماء وبمال الارتزاق لقوى خارجية تستهدف اليمن واليمنيين.. فكلما مر الوقت على تغلغل هذه العصابة في الوجود اليمني، كلما اعتقدت أنها تزيد متانة وقوة وقدرة على استغلال اليمنيين وقهرهم وفرض واقعها البغيض والقاهر عليهم..!!

لذلك نجد هذه العصابة من يوم لآخر تزيد من تسلطها وتشددها وفرض قوانين غاب خارجة عن واقع العصر الذي يعيشه إنسان اليوم المتطور، وكثيراً ما سنت وفرضت تلك القوانين والإجراءات، كعادة الجماعات الدينية المشابهة، تحت مسوغات دينية وفكرية، الدين الإسلامي والفكر الإنساني القويمان أبرأ ما يكونان منها وأبعد ما يمكن عنها..!!

وكثيراً ما كتب وأكد بعض المحللين وأصحاب الرؤى الثاقبة منذ وقت مبكر أن هذه الجماعة العنصرية التي تدعي الحق وتتظاهر بالدفاع عن العدالة ومواجهة الظلم، ستغدو يوما هي الظلم ذاته، بل وأكثر من ذلك، وأنها ستتجاوز جماعات خطرة أخرى مثل الإخوان وطالبان وبوكو حرام، من حيث تشددها وطمعها في السلطة وعدم مبالاتها بكل ماهو خارج دائرة مصالحها،  بل وأكدوا بأنها ستكون أبشع من تلك التنظيمات والجماعات، لأنها جماعة أو عصابة عنصرية، تؤمن بالسلالة النوعية والعرقية أكثر بكثير من إيمانها بإنسانية الإنسان..!!

واليوم وبعد مرور أكثر من ثمان سنوات لم يعد أمام أي إنسان عاقل التعارض مع تلك الأفكار والمخاوف التي كانت تطرح من قبل بعض المثقفين والسياسيين أصحاب النظرات الثاقبة، فما يعيشه اليمنيون من جحيم في ظل تسلط هذه العصابة، أصبح يجسد كل تلك الأفكار ويقدمها على طبق الواقع المؤلم الذي تفرضه هذه العصابة، ولكن ما يزال هناك من يرى في كل ما يحدث اليوم، أمراً إيجابياً مهماً..

والتبرير لذلك التفاؤل المستغرب يتمثل في أن ما عاشه ولاقاه اليمنيون من الجماعات المتأسلمة، سيعزز من كراهية هذه العصابات وسيجعلها في معظم التوقعات مرفوضة بشكل مطلق تماماً وخارج الوجود في أقرب فرصة للتغيير قادمة، مؤكدين على أن فرص التغيير هذه أصبحت اليوم أضعافاً وأكثر اقتراباً مما كانت عليه من قبل، وذلك نظراً لما صار عليه تقبل هذه الجماعات والذي قارب نسبة الصفر من مائة لدى عامة اليمنيين.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية