محلي

يوليو ذكرى تأسيس اليمن الجديد

اليمن اليوم - تقرير خاص:

|
12:29 2023/07/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في 17 يوليو 1978م صعد إلى كرسي الحكم بشجاعة الرجل الواثق من أنه لن يخون إرادة كل اليمنيين المتمثلة في الانتقال باليمن من عصر إلى عصر ومن حال مصبوغ بالفوضى والارتجال والقلق إلى حال نظامي وضعت فيه اللبنات الأولى للدولة المعاصرة الحقيقية.. ذهب إلى ذلك المكان الذي تشوبه المخاطر والتهديدات وكل أشكال الاحتمالات السلبية، ليقول لليمنيين وللعالم أجمع أنا كفؤ هذا التحدي أياً كان..

جاء مغامراً في فترة كان أبرز ما تتميز به اغتيالات القادة والزعماء.. قدم حاملاً في يد كفنه وفي الأخرى رأسه التي لا يمتلك سواها.. جاء بعد رئيسين طالتهما أيادي الاغتيال وثالث نجا من الغدر بتركه ذلك الكرسي الذي شابته لعنة الموت المستعجل.. أتى وهو يضع نصب عينيه احتمالين، موته هو وحياة شعب بأسره كان ينتظر الكثير والكثير من معالم الحياة المستحقة..

وكتأسيس أول لنهجٍ أراده وأراده اليمنيون منذ وقت مبكر، جاء ينتهج الديمقراطية طريقاً بعد ترشيحه من مجلس القيادة، وكأنه يضع عن قصد حجر أساس لنهج مستقبلي هو نهج الديمقراطية والتعددية، والذي يعتبر أول رئيس وقائد يمني يضعه نهجاً ونظاماً لحكم سياسي.. قدم وهو يتلو قسمه مشدداً على التمسك بالنظام الجمهوري وأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتحقيق الوحدة اليمنية، وهي أهداف ظل حتى استشهاده وهو يشدد على ضرورة وضعها نصب الأعين وحمايتها من عوارض الزمن..

إنه بكل إباء وفخر وعزة ابن اليمن البار، كما كان يحلو له وصفه، الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، من استحق وسيظل يستحق وصف الرئيس اليمني بشكل مطلق، فحين يقال أو يكتب وصف (الرئيس اليمني)، داخلا أو خارجاً لا يمكن للسامع أو القارئ أن يتصور أحدا سواه في هذا اللقب وهذا المنصب على الإطلاق..!!

حينما تقلد زمام الحكم لفت أنظار الشعب قادة ووجاهات وعامة بشخصيته التي تعكس رجلاً شجاعاً ومقداماً وغير ذلك من الأوصاف التي سبق وأن أطلقت عليه خلال مسيرته العسكرية، واستخسر الكثيرون، لحظة تقليده المنصب، شخصيته العسكرية الفذة بأسف شديد، على الموت، لأن معظم التوقعات، وبناء على واقع المرحلة ولعنة من يصعد ذلك الكرسي، كانت تنحصر ما بين أن يلقى حتفه في أول أسبوع أو أول شهر، وفي أحسن الأحوال لن يصل إلى عام واحد، هذا إن نجح في حماية نفسه..!!

ولأنه علي عبدالله صالح الزعيم، لم يضع في اعتباره حماية نفسه كهدف أول، لأنه مدرك أن ذلك سيشغله عن المهمة الأساس والتي جاء من أجلها، فجعلها هدفاً مقدساً وحيداً، وهي بناء يمن جديد يستحقه اليمنيون.. فمضت السنوات وهو لا يبالي بفكرة الموت والاغتيال حتى صارت احتمالاً أقل حضوراً.. مضت السنوات وهو من سنة لأخرى يضيف رصيداً لحساب اليمن ونهضته وتنميته، وبالتالي رصيداً تلقائياً وغير متعمد لشخصيته القيادية وكاريزماه التي فاقت كل التوقعات..

إنه علي عبدالله صالح.. أو بالأصح إنه (اليمن الجديد) الذي كان حلماً وصار واقعاً في حياة شعب قاسى من قبله الأمرين، وها هو يقاسي من بعده المرارات التي لا حدود لها..!!
أفلا يحق لنا أن نحتفي بقائد وزعيم كهذا..؟!  
بل إنه لمتوجب علينا كيمنيين، عرفنا ما قبله وشهدنا عهده وعشنا ما بعد عهده، أن نحتفي به ونظل نحتفي به إلى الأبد، لنثبت أننا نحتفي باليمن، يمننا الذي كان الزعيم الشهيد صالح رحمه الله، لا ينكفئ ولا ينفك يردد وينفذ معاني الولاء له ويدعو لتمجيده، لأنه كل ما نملك.

إنها لمناسبة هامة وذكرى عظيمة يجب أن نتوقف عندها ولو للحظات، بإنصاف وبعيداً عن أية مناكفات وخصومات سياسية لم يعد لها من داع في وقت كهذا، وأن نتأمل ما الذي تعنيه لنا هذه المناسبة ولليمن كل اليمن، خصوصاً في ظروف ومخاطر محدقة كالتي نعيشها اليوم، فالوقوف بعدل وإنصاف أمام هذه المناسبة قد يكون سبباً مهماً في لم شمل الفرقاء والمختلفين وتوافقهم على ضرورة استعادة الوطن من خاطفيه، وذلك أسهل مما يتصور لو أجمع اليمنيون على تذكر حتى خطاب واحد من خطابات الزعيم الشهيد، لكان ذلك كافياً بتذكيرنا جيداً أن هذا الذي يدمر اليوم أمام أعيننا هو يمننا الحبيب، وأن من واجبنا الجمعي أن نسترده ونحفظه في حدقات عيوننا.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية