محلي

17يوليو.. يوم الشعب والدولة والرئيس الجمهوري السادس

اليمن اليوم - خاص:

|
11:30 2023/07/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في ظلمات اليأس يولد الأمل وفي حضرة الموت وضجيج تحطم الأحلام وانهيار الآمال والتطلعات وقبول التعايش مع المستحيل كواقع لا يمكن تجاوزه، يولد الغد الأفضل ويتفجر نهر الحياة واقعاً جديداً ووطناً يستمد من آلام هزائمه الانتصار، كذلك كانت اليمن قبل الـ17 من يوليو 1978م لكنها لم تعد كذلك بعده.

قبل 45 عاما لم تكن اليمن المثخنة بالجراح تتطلع لأكثر من الاستقرار السياسي وتوقف نزيف الدم الذي أفرزته تناقضات الصراع على كرسي السلطة الذي تحول إلى مقصلة للرؤساء وعليه ومن أجله تم تنفيذ انقلابين انتهيا بنفي اثنين من الرؤساء هما المشير عبدالله السلال والقاضي عبدالرحمن الإرياني، وجريمتي اغتيال استهدفتا اثنين آخرين هما ابراهيم الحمدي وأحمد الغشمي، لتدخل اليمن بعدها مرحلة من الفراغ السياسي بل وانهيارا تاماً للسلطة التي أصبح الجلوس على كرسيها يمثل رعباً لكل الطامحين والساعين إليه.

وإذا ما عدنا لقراءة المشهد السياسي لليمن في تلك الفترة فسنجد إن السابع عشر من يوليو لم يكن يوماً عادياً شهد اليمنيون فيه وصول الرئيس الجمهوري السادس إلى سدة الحكم، بقدر ما كان يوما خالداً طوى اليمنيون فيه حقبة مريرة من الصراع الدامي على السلطة ومسلسل الاغتيالات التي طالت رؤساء في شمال الوطن وجنوبه، ونهاية لحقبة من الانقلابات العسكرية والمواجهات بين شطري الوطن، والصراعات الداخلية التي أفقدت اليمن كل مقومات الدولة وأوقفت عجلة البناء والتنمية، ومثل محطة انطلاق لبناء الكيان الحقيقي للدولة وتفعيل مؤسساتها وسلطاتها التشريعية والتنفيذية وتحريرها من الهيمنة والوصاية القبلية والانتصار لإرادة الشعب، وهو ما ترجمه وجسده الرئيس علي عبدالله صالح منذ اليوم الأول عندما اختار الديمقراطية نهجاً ووسيلة وكان أول رئيس جمهوري يصل إلى سدة الحكم عن طريق الانتخاب.

بعد انتخاب الرئيس على عبدالله صالح وفي الوقت الذي كان الشعب اليمني وكل العالم يعتبرون وصوله للسلطة مغامرة لن تدوم طويلاً وينظرون إليه كقربانٍ جديدٍ تم تقديمه لمذبح السلطة، دخلت اليمن عهداً جديداً من الانجاز والاعجاز شهدت خلاله الكثير من التحولات السياسية والاقتصادية التي أثبتت إن يوم الـ17 من يوليو لم يكن يوماً عادياً أو حدثاً عابراً بقدر ما كان محطة لإنطلاق عجلة التنمية في مختلف المجالات، والانتقال باليمن من ملف تابعٍ في أجندات السياسة الدولية إلى كيان مستقل في قراره السياسي ودولة لها وزنها في المحافل العالمية.

لم تكن اليمن بخير قبل السابع عشر من يوليو 78م لكنها سرعان ما تعافت بعده وانطلقت بخطى متسارعة نحو المستقبل الذي أراد له الرئيس علي عبدالله صالح أن يكون كما يريده ويتطلع إليه اليمنيون، وترجمة لمقولته الشهيرة في الانتقال بالعمل السياسي من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، تلاشت المفاهيم التي كانت تجرم الحزبية واختفت عبارات المنع والتوعد بالعقوبات على كل من يزاولون النشاط السياسي من الشوارع والميادين العامة، وبدأ عصر التعددية وخروج العمل السياسي من السر إلى العلن، وتحولت الوحدة اليمنية من تهمة تلاحق الوحدويين إلى مشروع وطني وهدف نبيل يعمل كل اليمنيين من أجل تحقيقه.

اليوم وفي ظل التدمير الممنهج لمؤسسات الدولة من قبل مليشيا الحوثي وما تشنه من حربٍ ضد الشعب، يحتفي اليمنيون بيوم الـ17 من يوليو الذي لا يعتبرونه يوما تم فيه انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح فحسب بل يوما لميلاد وطن ودولة شهدت اليمن بعده انتصارات وإنجازات سياسية وتنموية غير مسبوقة.. يوم يرون فيه 550 ألف كيلومتر مربع و 22 محافظة يمنية مفتوحة أمام كل اليمنيين، ويعتبرونه حجر أساس لآلاف المدارس ومئات المعاهد وعشرات الجامعات، وآلاف الكيلومترات من الطرقات والجسور والأنفاق.
يوما لتدشين عصر النفط والغاز والكهرباء والموانئ والمطارات، يوما رسخ مبادئ الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية والاحتكام لإرادة الشعب، ويؤكدون من خلال احتفائهم أن يوم الـ17 من يوليو هو يوم الشعب والدولة والرئيس الجمهوري السادس

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية