تتكشف الأيادي الإيرانية الخفية كل يوم في استهداف اليمن وجعل البلد غير مستقراً ليسهل السيطرة عليه من خلال زرع عصابات دخيلة على الفكر والتاريخ اليمني تدين لها بالولاء وتنفذ رغباتها المجنونة في المنطقة.
وجهت إيران أذرعها في الرابع من ديسمبر عام 2017 بتصفية رمز من رموز الأمتين العربية والإسلامية الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح، وحينها وصفت إيران جريمتها بأنها "ألطافٌ إلهيةٌ خفية".
فيما أشادت صحيفة كيهان المتشددة، الناطقة بلسان حال الملالي في إيران، بالعملية الإجرامية، ووصفت الرئيس صالح ومؤيدي الانتفاضة الشعبية التي جاءت تلبية لدعوته بـ"الأعداء".
قناة المنار التابعة لمليشيا حزب الله، هي الأخرى، في نشرة أخبارها عند تغطيتها لخبر استشهاد الرئيس صالح بدأت خبرها بـ: "كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله"، للدلالة أيضا على تورط هذه الميليشيا في الجريمة.
لطالما عولت إيران على أن إزاحة الرئيس صالح من المشهد السياسي اليمني سيساهم في دعم نفوذها داخل اليمن، واتجاهها إلى توسيع نطاق تبنيها لاستراتيجية الحرب بالوكالة عبر الأراضي اليمنية، الأمر الذي دفعها لتصفية الرئيس علي عبدالله صالح بأي وسيلة.
وبحسب معلومات استخباراتية فإن الصريع قاسم سليماني أصدر توجيهاته للخبراء الإيرانيين الذين كانوا ولا يزالون متواجدين في صنعاء، وهم الذين يديرون الحرب والصراع للقيام بعملية تصفية صالح عبر الذراع الإجرامي المتمثل في ميليشيا الحوثي، والتي لا يمكن أن تقدم على عملية كهذه دون ضوء أخضر من طهران، ليتضح بجلاء ان النظام الإيراني، فضلا عن دعمه علانية قتل الزعيم علي عبد الله صالح، كان هو من أصدر الأمر بتنفيذ العملية الإجرامية، حيث إنها الطريقة نفسها التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني ضد خصومه.
الكاتب الإيراني أراش عزيزي، مؤلف كتاب “قائد الظل: سليماني والولايات المتحدة وطموحات إيران العالمية”، كشف في 2020 علاقة بلاده الوثيقة بمقتل الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح، مشيرا في مقابلة مع مركز كارنيجي للسلام إلى أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الصريع قاسم سليماني هو من وجه بقتل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ليؤكد بذلك كذب رواية الميليشيا الحوثية المختلقة للأحداث التي حاولت ترويجها لتشويه انتفاضة ديسمبر.
كما كشف كتاب “قائد الظل” تبعية ميليشيا الحوثي المطلقة لنظام الملالي في إيران وارتباطهم الوثيق بالحرس الثوري الإيراني وائتمار القادة الحوثيين بالأوامر الصادرة لهم من طهران.
كل تلك الحقائق وغيرها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحوثيين كانوا ولازالوا مجرد أدوات لنظام طهران ومعول هدم لتدمير اليمن، وتحويلها إلى ساحة حرب بالوكالة، وأن نهجهم السياسي أو الاجتماعي أو الطائفي التدميري إنما يأتي في هذا الإطار.
وطالما كان الرئيس علي عبدالله صالح حائط صد منيع أمام ملشنة الدولة والمجتمع اليمني، وحوثنة المناهج والتعليم والوظيفة العامة للدولة، والمشروع الإيراني في اليمن، ما جعل ملالي طهران توجه أدواتها الحوثية بتصفية الزعيم علي عبدالله صالح قبيل اندلاع انتفاضة الثاني من ديسمبر بأشهر.